{من يصرف عنه} أَي: العذاب {يومئذ} يوم القيامة {فقد رحمه} فقد أوجب الله له الرَّحمة لا محالة.{وإن يمسسك الله بضر...} الآية. أيْ: إنْ جعل الضُّرَّ وهو المرض والفقر يمسُّك.{وهو القاهر} القادر الذي لا يعجزه شيء {فوق عباده} أَيْ: إنَّ قهره قد استعلى عليهم، فهم تحت التَّسخير.{قل أي شيء أكبر شهادة} قال أهل مكة للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: ائتنا بمَنْ يشهد لك بالنُّبوَّة، فإنَّ أهل الكتاب ينكرونك، فنزلت هذه الآية، أمر الله تعالى محمداً عليه السَّلام أن يسألهم، ثمَّ أمر أن يخبرهم فيقول: {الله شهيد بيني وبينكم} أَي: الله الذي اعترفتم بأنَّه خالق السَّموات والأرض، والظُّلمات والنُّور يشهد لي بالنُّبوَّة بإقامة البراهين، وإنزال القرآن عليَّ. {وأوحي إلي هذا القرآن} المُعجز بلفظه ونظمه وأخباره، عمَّا كان ويكون {لأنذركم} لأخوِّفكم {به} عقاب الله على الكفر {ومَنْ بلغ} يعني: ومَنْ بلغه القرآن من بعدكم، فكلُّ مَنْ بلغه القرآن فكأنَّما رأى محمداً عليه السَّلام. قل: {أإنكم لتشهدون أنَّ مع الله آلهة أخرى} استفهام معناه الجحد والإِنكار {قل لا أشهد...} الآية.{الذين آتيناهم الكتاب} مفسَّرة في سورة البقرة.{ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً} أَيْ: لا أحد أظلم ممَّن اختلق على الله كذباً. يعني: الذين ذكرهم في قوله: {وإذا فعلوا فاحشة...} الآية. {أو كذَّب بآياته} بالقرآن وبمحمد عليه السَّلام {إنَّه لا يفلح الظالمون} لا يسعد مَنْ جحد ربوبيَّة ربِّه، وكذَّب رسله، وهم الذين ظلموا أنفسهم بإهلاكها بالعذاب.{ويوم} واذكروا يوم {نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم} أصنامكم وآلهتكم {الذين كنتم تزعمون} أنَّها تشفع لكم، وهذا سؤال توبيخ.{ثم لم تكن فتنتهم} أَيْ: لم تكن عاقبة افتتانهم بالأوثان وحبِّهم لها {إلاَّ أن} تبرَّؤوا منها ف {قالوا والله ربنا ما كنا مشركين}.{انظر} يا محمد {كيف كذبوا على أنفسهم} بجحد شركهم في الآخرة {وضلَّ} وكيف ضلَّ ذلك: زال وبطل {عنهم ما كانوا يفترون} بعبادته من الأصنام.